-->

هل انت ام مثالية؟

هل انت ام مثالية؟ 

الأم و ما أدراك ما الأم...ماذاتعني لك الأم بكلمتين ؟؟؟غالبا ما يتم طرح هذا السؤال في جميع المواقع و على مواقع التواصل الاجتماعي لتجد الكل يجيب: 
*امي هي الحياة
 *نبض قلبي
 *هي نور عيوني
 *الحضن الدافئ 
وقد يذهب البعض الى نكران هذا السؤال ليقولوا :'وهل نستطيع وصف الجنة؟' 

قطعة من الروح


لكن توجد كلمة تترد كثيرا و في معظم الاجابات: 
*امي هي الام المثالية... لطالما اقترنت هذه الكلمة بكلمة 'أم',فعندما ننطقها ننتظر جميعا أن تكون كلمة مثالية تابعة لها في جميع المقال.

كيف تعرفين أنك أم مثالية؟

 فماذا يعني ان تكوني اما مثالية؟؟ و هل تعتقدين انك ام مثالية!؟؟
 بما انني أم منذ مدة ليست ببعيدة و جديدة في هذا المجال، اريد أن إريك كيف تستطيعين ان تكوني اما مثالية في 3 خطوات بسيطة: *عندما يوضع في جسدك تلك الروح البريئة تذكري ان مسوولياتك كام تبدأ من ذلك اليوم، لذلك يجب الا تتذمري من الأمر كأن تقولي 'لقد ارهقني الحمل، أو أن الوحم نال منك و اتعبك'. 
*عندما تذهبين لوضع طفلك إياك و اضهار ضعفك، نعم، الألم فضيع لكن الام المثالية ستكون فرحة فقط بمولودها ولن تنتبه إلى كل تلك الآلام.
 *يا إلهي، المولود هنا انه أعظم احساس ذلك الذي ينتابك الآن؛ لكنه يبكي دون توقف و لا ينام إلا قليلا، أجل، هكذا هم ماذا ظننتي؟؟ فلا تبالي يجب أن تسهري مع طفلك، يجب أن ترضعيه و تنظفيه و تلاعبيه، فأنت ام مثالية... ... ماذا؟ هل صدقتي فعلا انك بهذا ستصبحين تلك الام التي يتغنى بها الجميع في المناسبات و المحافل!!!

ماهية الأم؟

 فلنرجع إلى أول سؤال : ماذا تعني لك الام بكلمتين!؟ و لنجب بموضوعية جزيئة مع ان ذلك صعب، بدلا من كل تلك المشاعر و الاحاسيس مهما كان وصف الام فهي تبقى كائنا من البشر و هي قبل كل شيء انسان و الإنسان بطبعه ضعيف، كيف لا و هي اصلا انسان رقيق و حساس...
 لكل منا حدود، حدود في التعامل و في الصبر حتى لو كانت مع اقرب المقربين منا و هم فلذات اكبادنا. فإذا كنت مرهقة او متعبة من تحمل طفلك طول اليوم فلا بأس لا تحكمي على نفسك بأنك لست" اما مثالية" اذا فكرتي قليلا بالاستلقاء لمدة زمنية معينة ترتاحين فيها من كل تلك المتطلبات التي لا تنتهي نفذي فكرتك و استرخي قليلا فذلك لن يؤذي احدا صدقيني و لن ينقص كونك اما مثالية شيئا. 

الأم العاملة

اه نسيت حقا، اذا كنت اما عاملة فهذا يختلف تماما، فانت لن تكوني ابدا اما مثالية.


 موضوع المرأة العاملة ككل كان دائما و مازال موضوعا حساسا يثير حفيظة الكثيرين، كيف و ان كانت اما و عاملة!!! لن يكون من السهل ان تقنعي نفسك و المحيطين من حولك انك تسعين جاهدة للتوفيق بين عملك ك"ام" و عملك في الوظيفة. 

ماهية العمل؟

 أليس انجاز الكثير من الأفعال و المتطلبات خلال وقت محدد...

 و ماهية الام؟ 

أليس العمل على تلبية حاجيات طفلك كل في وقت معين و تجعلينه لازما لك و له، كأن يتم تحضير الوجبة الاولى الساعة السابعة صباحا تماما و عند العاشرة يجب اطعامه وجبة خفيفة كفاكهة او عصير طبيعي و ان يغير حفاضاته كلما اتسخت... يجب أن يأخذ حماما صغيرا كل ليلة فالنظافة شيئ مهم لنموه العقلي و الجسمي، وأن كان يبكي فيجب ان تكوني اما خارقة و تكتشفي ما الذي يبكيه، ان كانت الغازات فيجب عليك معرفة ما الذي يجب فعله من حركات لتفيد معدته الصغيرة في طرح تلك الغازات و ان كان يريد النوم فيجب ان ينام دون ان تحمليه، يجب أن يتعود النوم وحده!!! هذا ما سيقوله اللذين حولك.
......

 انت الان في العمل نصفك هنا و كلك هناك، ترى هل يبكي الآن؟ هل هو جائع؟ هل اشتاق الي؟ هل نسيني؟ 
اتذكر اليوم الذي رجعت فيه من عطلة الامومة إلى العمل كنت لا احتمل الحديث إلى أحد و كان البكاء اول ردة فعل اقوم بها مع كل شخص يسألني:'كيف هو طفلك؟'. 
و لأنني لم أكن أعلم الا ما يقولونه لي عندما اتصل للاطمئنان عليه، أجد نفسي مختنقة و ألومها... كيف سمحت لنفسك ان تتركيه، أين هو ضميرك أين هو احساسك كأم فالام المثالية لا تترك صغيرها لأي كان ,اجد نفسي في صراع داخلي عظيم، و أحاول ان الفق الأعذار، لماذا اعمل؟ لأن لا يحتاج صغيري اي شئ مستقبلا، اعمل لأوفر له حياة كريمة. حقا اهذه مبرراتك؟!! أسأل نفسي مرارا و تكرارا، الا تعملين من اجل الاستقلال المادي!! انها دوامة حقيقية تلك التي تعيشها الام العاملة فرفقا بها. 
......
ترجعين تعبة، منهارة من كل ذلك العمل و لا تتركين لنفسك فرصة الاسترخاء فكل ما يشغل فكرك تعويض صغيرك حنانك كل ذلك الوقت الذي قضيته بعيدة عنه، فكيف لا تكونين اما مثالية.
 المثالية في مفهومها عندي ليست الكمال بل ان تقومي بدورك كأم في حدود قدرتك كإنسان و هذا ما يجب أن تقتنع به كل ام، فانت مثالية بكل عيوبك في نظر صغيرك و هذا يكفي...