-->

الأم المثالية و الصحة

الأم المثالية و الصحة

 اذا سألت اي شخص في هذا العالم ما هي أكثر نعمة يود لها الدوام فالجميع يتمنى دوام الصحة و العافية فبدون صحة لا يستطيع احد تجاوز تحديات هذه الحياة ،فكيف تستطيعين كأم الاعتناء بصحتك الجسدية و النفسية من أجل الاعتناء بصغارك. 

الأم المثالية نادرا ما تلتفت إلى نفسها فهي بمجرد رؤية صغارها بخير تكون حتما بخير ليس مجازا و لكن حرفيا، لكن ماذا لو لا قدر الله مرضت؟؟! هل فكرتي في ذلك؟! من سيعنتي بصغارك؟؟! الأمر مخيف لمجرد التفكير فيه...


الوقاية خير من العلاج جملة شهيرة فما مدى تطبيقك لها، اذا كنت أما لأول مرة فالاحتياطات التي تقومين بها من اجل فترة الحمل مهمة جدا

صحتك في فترة الحمل:

معظم الأمهات يعانين خلال الثلاثي الأول من الحمل من أعراض الوحم، قد تضطرين إلى التقيء كثيرا او الاستغناء عن بعض الاكل او كله، التعب و الوهن واردان جدا لذلك عليك:

* الاهتمام بأخذ بعض المقويات من بداية الحمل بالإضافة إلى حمض الفوليك الذي سيكون بالتأكيد ما سيصفه طبيبك. 

* اذا كنت ممن يعانين من الغثيان الصباحي حاولي الاسترخاء مدة من الزمن قبل النهوض من الفراش.

* شرب المياه أهم ما يمكنك فعله اذا كنت تعانين من القيء الكثير، فتعويض السوائل التي تفقدينها قد ينقذك من خطر حقيقي.

* اذا كنت في مرحلة متطورة من الحمل اهتمي بالالبسة الفضفاضة القطنية فهي مريحة لجسدك اكثر،تجنبي الكعب العالي أيضا.

* الاكل الكثير لن ينفع، الاكل الصحي المتنوع أنفع و اذا كان لابد من الأكل الكثير اختاري الخضروات الطازجة او الفواكه، بعض المكسرات لا تضر أيضا. 

* الاهتمام بالنظافة الشخصية لتجنب الاصابة بالميكروبات و الجراثيم، فلا إفراط و لا تفريط.

* طهي الاكل جيدا خاصة اللحوم، لتفادي حصول اي تسمم. 

* القيام بالفحوصات الدورية اللازمة و التطعيمات الضرورية. 

* دهن منطقة البطن بزيوت خاصة لتفادي التشققات الجلدية.


اما بالنسبة للصحة النفسية و هي أهم شيء يمكن لأي ام الاعتناء بها حتى تهيء نفسها لاستقبال صغيرها دون المرور بدوامة اكتئاب ما قبل الولادة أو بعده:

* أحيطي نفسك  بأشخاص ايجابين، انت في مرحلة حساسة تحتاجين فقط إلى الشعور بأن كل شيء سيكون بخير. 

* الصلاة و الدعاء راحة ما بعدها راحة توسع قلبك و تنيره. 

* تغيير الأجواء، اذا أحسست أن الروتين خنقك فبدلي نشاطاتك، غيري بعض المواعيد او اخرجي إلى الطبيعة ففيها تجدين السكينة.

* اذا كنت ممن يحبون التسوق فاختاري الوقت المناسب لتجهزي للولادة، اختاري ثيابك بعناية و اشتري حاجيات صغيرك، صدقيني لا أحد يستطيع وصف ذلك الشعور. 

بعد الولادة معظم الأمهات الجديدات يجدن أنفسهن في دوامة حقيقية، فذلك الشعور العظيم بالأمومة قد يكون أكبر من أن تحتويه اي أم سواءا جسديا او نفسيا

صحة الأم المرضع:

تحدث عدة تغيرات على أجسادنا كامهات و يجب علينا الاعتناء بذلك حتى نتمكن من إعطاء صغارنا ما يحتاجون الية فإذا كنت من الأمهات اللواتي يفضلن الرضاعة الطبيعية فحتما يجب عليك الاعتناء بصحتك حتى تستطيعي توفير الغذاء لرضيعك

* الأكل الصحي النظيف و الدافيء من أهم عوامل إنتاج الام للحليب،

* النوم الكافي و الذي يعتبر من المستحيلات في بداية المشوار، اذا لديك من تعتمدين عليه للاعتناء بصغيرك، فاستغلي ذلك و نامي بالقدر الذي يجعل جسمك يستطيع مواكبة كل تلك التغييرات فأكثر ما يرهق الجسم و العقل النوم المتقطع.

* في بداية عملية الارضاع لن يكون لصغيرك الجهد الكافي للامساك بحلمة الثدي لذلك ستعانين بالتأكيد من تشققات الحلمة و قد يسبب لك الكثير من الالام ، تعلمي طريقة الارضاع الصحيحة و لاتنسي الاعتناء بصحة ثدييك بدهنهما بمرطب خاص و غير مؤذي لصغيرك.

* التعرض للشمس مصدر رائع لفيتامين د اللذي يساعد على امتصاص الكالسيوم الذي تفقدينه كل يوم ترضعين فيه صغيرك. 

* اقرئ عن الأمر، ابحثي في محرك البحث قوقل او في اليوتيوب عن ما يمكن أن ينفع صحتك في هذه الفترة، 

اما عن صحتك النفسية في هذه الفترة الحرجة فلا اريد الا التطرق إلى اهم نقطة و هي:

* الخوف، ابعدي عن فكرك الشعور بالخوف من اي شي يعكر صفو مزاجك و يجعلك عرضة لذلك الذي يسمى اكتئاب او الوسواس القهري  فمعظم الأمهات تخفن ان لا تكن امهات مثاليات و على قدر المسؤولية وهذا ما يشكل مشكلة حقيقية تجعل من الام غير قادرة على توفير متطلبات صغيرها، القليل من القلق يؤثر بشكل كبير على الحليب كميا و نوعيا، 

* تغير الهرمونات في جسدك يجعلك اكثر حساسية للتعرض لنوبات بكاء او غضب هستيري، لذلك اذا لم يكن هناك من يدعمك فادعمي نفسك بنفسك، شجعيها، انظري إلى صغيرك و استمدي منه القوة لمواجهة جميع التحديات. 


صحة الأم المربية:

أهم مرحلتين من حياة اي أم هما الحمل و الارضاع، لكن لن ينتهي التحدي هنا ، مازال الكثير لمواجهته فالتربية هي المرحلة الفاصلة و يجب أن تذخري جسدك و روحك و نفسك من أجل نجاحها، لذلك اذا كنت أم مربية فيجب عليك : 

* منح نفسك القليل من الوقت من أجل الاسترخاء و إعادة شحذ همتك لتتمكني فيما بعد من الاستمرار، حمام دافيء سيفي بالغرض. 

* الأكل الصحي مطلوب في كل مرحلة و في كل زمان، لا تلملمي بقايا طعام صغارك، اعتني بصحتك و كلي المأكولات الطازجة. 

* ممارسة رياضة ما ليس عيبا، ضعي مخططا ليومك بحيث يكون لك وقت خاص تمارسين فيه طقوسك الرياضية بكل فخر. 

* اذا كنت مريضة خذي ادويتك، و اجعلي أولوياتك المطلقة ان تكوني بصحة جيدة كي تستطيعي الاعتناء بأطفالك 

* اجعلي زيارة الطبيب من اجل الفحص الدوري من أولوياتك فلا قدر الله وقع مكروه فسيكون من الأفضل معالجة اي مرض باكرا أفضل لك و لأطفال. 

و بما أن الجسم السليم في العقل السليم فراحتك النفسية أهم ما يمكن أن تهتمي به و بشدة:

* الخروج لاستنشاق الهواء حلال جدي فقط من يعتني بطفلك مدة زمنية صغيرة تجددين فيها روحك. 

* تربية اي صغير تحتاج الصبر و لن يكون لأي شخص منهك اية صبر، لذلك جددي طاقتك الايجابية كلما سمحت لك للظروف بذلك، 

* اطلبي المساعدة اذا شعرت أنك على حافة الانهيار و لن يحكم عليك أحد صدقيني.



في الأخير، اذا كان الاهتمام بطفلك من أولوياتك فالأولى أيضا أن تهتمي بصحتك لأن صغارك لا يستطيعون مجابهة هذه الحياة بدونك