-->

الأم المثالية و النرجسية

الأم المثالية و النرجسية

لتربية جيل قوام و صالح يجب أن تهتم كل أم ببناء شخصية صغيرها، لا يقتصر دور الأم المثالية في رعاية أطفالها فقط فتوفير الغذاء و اللباس و الملجأ قد يكون أسهل من توفير عنصر السلامة العقلية في الفرد، فالنرجسية تعتبر إعاقة نفسية و هي 

مصطلح النرجسية :

 في مصطلحها العام تعني حب الذات و تقديسها لدرجة تتجاوز فيها الحد المسموح به لأي شخص تقديره لنفسه، فالنرجسية في الأصل مرض نفسي قد يصاب به أي شخص. فيمكن ان يكون الخلل فيكي انت كأم 

الأم المثالية النرجسية:

قد يقترن مصطلح النرجسية بالمثالية فأنت كأم يجب أن تعرفي حدك في  أن تكوني مثالية في كل شيء فالتربية مهمة أصعب مما تبدو عليه، ان تنتجي صغارا يتغنى بأخلاقهم و تربيتهم و دينهم جميع من حولهم شيء صعب فارضاء المجتمع من شبه المستحيلات لأنهم سيخلقون العيب لا محالة.


* الأم النرجسية تحب أن تبدو أروع أم في العالم في نظر نفسها أولا و من ثم يأتي الجميع فإذا قررت فقراراتها دائما صائبة، هي لا تخطئ. 

* تحمل الأم النرجسية غيرها المسؤولية و خاصة مسؤولية خطئها، فإذا لم تحسن تربية ولدها فان والده هو السبب أو أن حماتها هي من أفرطت في تدليله، فكما ذكرنا سابقا فهي من كثرة حبها و اعتزازها بنفسها تتبنى الإنكار كحل بديل . 

* صغيرك لا يميز بين الصح و الخطأ و هنا يأتي دورك لتصوبي خطأه لا ان تحكمي عليه، اذا كنت تنشدين المثالية فراعي احساس أطفالك و دعيهم يعيشون طفولتهم بكل مراحلها، دعيهم يلوثون ألبستهم بالوحل،دعيهم يكسرون فنجانا او اثنين، دعي العابهم تتناثر هنا و هناك، لا يجب أن يكون كل شيء منظما دائما و لا يجب أن تسيطري على كل تصرفاتهم، اذا احببتي ان ترضي غرورك و تحسي بأنك انت المسيطرة على كل شيء فسيطري على نفسك، اكبحي جباح غطرستك و دعي أولادك يعيشون طفولتهم كما عشتها انت. 


* الأم النرجسية تؤذي امهات اخريات و قد تقود بهن إلى التشكيك في مدى مثاليتهن، و قد يتعرضن إلى الاكتئاب الحاد خاصة إذا كن ذوات شخصية ضعيفة. 

* الأم النرجسية تعاني بالتأكيد من الوسواس القهري فهي على قدر حبها لنفسها و تقديرها لدهائها و ذكائها في تربية صغارها تعاني من الخوف الحاد أنها لم تصل إلى الكمال المطلوب، لذلك فإن الصحة النفسية لأي أم نرجسية على المحك، 

* صغيرك ولد منك و لك، لا انت ستدخلين به حربا و لا ستقاتلين به زمنا، حياته ملك له ليس من الأنسب ان تذكريه دائما بأنه لولاك ما وجد في هذه الحياة، ليس من العدل ان تهيني شخصه و رغباته في ان يكون ما يحب أن يكونه في هذا العالم لمجرد انك تريدين التباهي بشهاداته و مؤهلاته. 

 و يمكن أن يكون الخلل فيكي مرة أخرى فتربي طفلا نرجسيا بإمتياز... 

 الأم المثالية و الطفل النرجسي:

النرجسية ليست مرضا متوارثا فليس بالضرورة ان كل أم نرجسية ستحصل على طفل نرجسي بل على العكس، لأن الأم النرجسية ستحصل بالتأكيد على طفل منطو، خائف، خاضع من خلال كل ذلك الاذى النفسي الذي اوقعته عليه، اما الحصول على طفل للأسف اقل ما يقال عنه نرجسي هو  ناتج تربية خاطئة فإذا أكثرت من :



* مدح صغيرك بدرجة مبالغ فيها فتحما اذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، فأنت و من دون قصد تنمين في داخله حبه المرضي لذاته، فإذا استمريت بقول :'انت أروع طفل في العالم، انت أذكى ولد في المدرسة، انت اجمل صبية في الكرم' تنمي تقديس الولد لنفسه بطريقة غير عقلانية تؤدي إلى نتائج وخيمة. 

* عدم الاعتراف بأنه أخطأ، و قد تراعين شعوره لدرجة ان تجعليه يظن بأنه معصوم من الخطأ، فعندما يقول ان هذا اللون بني تقولين :' أحسنت' مع أنه في الواقع لون' أصفر ' ترى ماذا تظنين أنك علمته هنا؟؟!!! 

* ان تطلبي رضاه بدل ان تجعليه يطلب رضاك و هذا ما يحدث كثيرا اذا كان طفلك عنيدا، فتستسلمين لرغباته معلنة انه فاز عليك بامتياز فيظن بعدها ان لن يهزم ابدا و تزداد الوتيرة يوما بعد يوم و تتضخم عنده الأنا فيظن ان لن يقدر عليه أحد و هنا الطامة الكبرى. 

و يمكن أن تكوني انت ضحية النرجسية، و هنا لديك حلان لا ثالث لهما، اولا:

محاربة النرجسية:

* لملمي بقاياك و اهربي، انفذي بجلدك و لا تلتفتي ورائك و هو أسهل حل فأحيانا انجع حل للفوز هو التراجع، 

ثانيا :

* المواجهة، و هي أصعب شيء يمكن  لشخص تحمله من أشخاص أقل ما يقال عنهم انهم محطمو همم و مزيلو قمم، تخيلي فقط أن تتهمي بأنك انت سبب اي مشكل يحصل في هذا الكون حتى لو كان الاحتباس الحراري.

 النرجسية محطمة مميتة فإذا كنت محاطة بمثل هؤلاء...

علاج النرجسية:

* توقفي حالا عن نفخ البالون، اجل، البالون...ماذا لو نفخت بالونا اكثر فأكثر فأكثر حتما سوف ينفجر و قد يؤذيك انفجار، اذا اردت النجاح لا تعطي أحدا اكبر من حجمه و اذا كان و اخطئت لا بأس اعيدي كلا إلى حجمه الطبيعي. 


* التجاهل و قد يكون أصعب حل لأنك لن تستطيعي بتاكيد اغماض عينيك او اذنيك عن كل ذلك الاذى و الهجمات التي يشنها الشخص النرجسي، تشجعي و كوني صماء عن الاذى. 

* انتحلي الشخصية النرجسية و لكن حذاري ان تغالي في ذلك فيجرفك الداء، اذا اتتك تقول :انا منظمة اكثر منك فأولادي لا يتركون لعبا وراءهم فقولي اما انا فاذكى منك فقد ذكرت اخر الدراسات ان البيت المرتب و فيه أطفال لا يمكن أن يكونو  أصحاء و ان الفوضى دليل الصحة العقلية و الجسمية ، انشري في نفسها الريبة دعيها تشكك في عظمة نفسها حاربي بنفس السلاح. 

* اما بالنسبة لصغيرك فامدحي الفعل لا الفاعل كان تقولي ' اداؤك لتلك القفزة كان رائعا' او ' ترتيبك لغرفتك مميز' بهذا لن تظلمي طفلك و لن تضريه بل على العكس تنمي في داخله حبه للفعل و ليس لنفسه التي قامت بالفعل. 

* اذا اقتنعت انك مريضة زوري طبيبا نفسيا فلا حرج في ذلك.

* اتجهي الى الله، أنقذي نفسك و غيرك واطلبي من الله الخلاص لأن النرجسية فعلا وباء خطير يجعل الجميع ينفر منك.

في الأخير ،ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،