-->

الأم المثالية و الرضاعة الطبيعية

 الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية من أكثر النعم و التجارب الرائعة التي قد تمر بها أي أم مثالية فإذا تجنبنا الحديث بموضوعية فالارضاع يعد أروع احساس في الوجود يمنح سعادة ما بعدها سعادة للأم و الرضيع.

الرضاعة الطبيعية في القديم:

لم يكن في الزمان الماضي بديل للرضاعة الطبيعية، لم تكن الأم مخيرة في ان ترضع صغيرها او لا فهي بمجرد ولادته يكون مصدر غذائه الوحيد هما ثديي أمه،

في القديم نادرا ما تجد أما غير قادرة على ارضاع صغيرها فهي من خيرات الطبيعة تنتج تلقائيا الغذاء لمولودها بدون مشاكل أو صعوبات و حتى أن وجدت فالحل البديل يكون من قبل أم أخرى مرضع، تبدلت الأزمان و تغيرت فأصبحنا نرى القلة القليلة من الأمهات مرضعات.


الرضاعة الطبيعية في الحاضر:

اصبحت أمهات اليوم، ليس كلهن، و لكن معظمهن تملن في تغذية الرضيع إلى الرضاعة الصناعية فالاهتمام بشكل الثديين اهم و الراحة في الذهاب إلى أي مكان دون الارتباط بالصغير للأسف الشديد أصبح من الأولويات، فتجد الأم بمجرد ولادتها تسأل عن أي نوع حليب معلب أفضل، و كأنها حكمت على صغيرها منذ البداية بالتغذية الصناعية فهي لم تجرب حتى، و والله لو علمت امهات اليوم فضل الرضاعة الطبيعية لتمنت كل الأمهات ان لا تجعل لتغذية رضيعها بديلا. 


الأخطاء الشائعة:

قد تجد الأم نفسها في أول المشوار محاطة بجميع العائلة من أمهات سابقات و غيرهن و قد يكون لأي شخص رأي في الموضوع بخصوص التربية او طريقة تغذية رضيعها. 


فإذا لم ينم الصغير جيدا فأكيد :

* انه لا يشبع من حليب امه و يجب عليها ان تضيف نوعا معينا من الحليب الصناعي، ليس الغازات و لا آلام أخرى تتعلق بشيء اخر، مباشرة الصغير لا يشبع، و تحت الضغوط الكثيرة و الإرهاق الناتج عن عدم النوم تجد الأم تستسلم للوضع و تدمج شيئا فشيئا الحليب المعلب لرضيعها الذي بدوره يجد سهولة في رضعه فيترك ثدي أمه و ينكره فعند تقليل عدد الرضعات يختفي الحليب تدريجيا حتى ينقطع تماما و تلك هي المأساة. 

* حليبك خفيف فهو لا يشبع معدة طفلك، ان الرضاعة عملية معقدة ففعلا بداية الرضعة تكون عبارة عن حليب خفيف غني بالماء و المعادن و كلما رضع الصغير تتغير مكونات الحليب لتصبح أثقل فهو يتكون من البروتينات عندها،

لا يجب على الأم المرضعة الاستسلام اذا كنت ممن يفضلن الرضاعة الطبيعية فلا تستسلمي لآراء الآخرين لان عملية الرضاعة ليست هينة فهي 

الطريقة الصحيحة للرضاعة:

* عملية صعبة تحتاج إلى صبر و جهد كبيرين، الرضيع عند ولادته يكون ضعيف البنية و لا يستطيع امساك حلمة الثدي باحكام فتجده يرضع قليلا و يتركها لذلك بإمكانك مساعدته بحمل ثديك حتى يتمكن من الاستمرار في الرضاعة و كذلك لتجنب إغلاق ثديك لمجرى تنفسه الانفي. 

* الحلمة ليست فقط رأس الثدي انها كل ذلك الجزء الملون ويجب على الأم ان تحرص على ان رضيعها سيمسك بكل الحلمة و الا ستكون عملية الإرضاع مؤلمة جدا و بذلك ستكون البداية لترك الإرضاع لا قدر الله. 

* يجب أن يلتصق صدر صغيرك بصدرك كي يتمكن من الرضاعة بسهولة و من الأفضل أن يلبس الرضيع لباس قطني مريح فعملية الرضاعة تولد الحرارة لديه من الجهد المبذول و قد ينزعج الصغير من ذلك و يستصعب الأمر. 

* في بداية الرضاعة يجب عليك التغيير من ثدي إلى آخر دون البقاء مدة زمنية طويلة على نفس الجهة، حتى تتمكني من انتاج الحليب من الجهتين بنفس الكمية و بدون أن تحصلي على ثدي أكبر من الاخر و هو معظم ما يحصل للأمهات المرضعات، اما عندما يتجاوز صغيرك الشهور الأولى فيجب ان تدعيه يمكل رضعته من جهة ثم تبدلي إلى جهة أخرى حتى يتمكن صغيرك الاستفادة من كل المكونات الأساسية الموجودة في حليبك. 

* عند الانتهاء او البدء بالرضاعة أمسحي دائما نهديك بقماش نظيف مبلل حتى لا تتراكم الميكروبات على صدرك. 

* ارضعي طفلك حسب الطلب و ليس بحساب ساعتين بين كل رضعة و أخرى فذلك افضل في تهيئة ثدييك على كمية الحليب اللازمة في كل رضعة. ثم إن هنال عدة عوامل اخرى مساعدة على ادرار الحليب بكمية مناسبة منها

تعزيز الرضاعة الطبيعية:

* الاكل الصحي و المتوازن يلعبان دورا مهما جدا في كمية  و نوعية الحليب المنتج حيث أن المكونات الغذائية الموجودة في طعامك تمر في غذاء صغيرك فاختاري بعناية ما يمكن أن يكون مناسبا لتكوين جسده الصغير و عقله، شرب الماء بكثرة شربة الخضروات،

الحساء، العجائن، الطحينية، الفواكه و المكسرات، و اذا كانت الولادة قيصرية فيحبذ استشارة الطبيب في الأكل المسموح. 

* كلما قام الرضيع بعملية المص انتج ذبذبات للمخ بأن ينتج الحليب لهذا الملاك فسبحان الله، لا تيأسي، لا تقولي أن حليبك غير كافي، استمري بارضاعه كلما احس بالجوع و ستلاحظين الفرق في كمية الحليب بالتأكيد. 

* تجنب القلق و التوتر لأنهما عاملان مؤثران جدا على الحليب، انتبهي لصحتك النفسية فهي مهمة أيضا. 

* أخذ كفايتك من النوم و الراحة ، مع ان ذلك من المستبعدات حتى لا نقول المستحيلات، لكن سرقة بعض الوقت شيء قيم. 

* أخذ مكملات غذائية تساعد على ادرار الحليب، اجعليه آخر حل يمكن أن تلجئ اليه. 


أهمية الرضاعة الطبيعية:

لو لم تكن بتلك الأهمية لما سخرها الله سبحانه تعالى للأمهات هذا أولا و من ثم فللرضاعة أهمية بالغة تعود بالفائدة على الام و الرضيع على حد سواء:

* تقي الرضاعة الأم المرضع من الأمراض المستعصية كسرطان الثدي عافنا الله و إياكم فنسبة قليلة جدا حسب الاحصائيات من الأمهات اللواتي ارضعن طبيعيا تصاب بسرطان الثدي. 

* تساعد الرضاعة الطبيعية في عودة الرحم إلى مكانه بعد الولادة فهي تعزز تقلص الرحم طبيعيا و بدون آلام. 

* ريجيم طبيعي بدون أضرار فالرضاعة تحرق السعرات الحرارية. 

* تقوية مناعة الرضيع، فالرضاعة الطبيعية مصدر هام للأجسام المضادة التي تقي جسمه من الأمراض فنجد الاطباء حتى عند الإصابة بفيروس كورونا نصحوا الأمهات بالاستمرار بالرضاعة. 

* صلة غير طبيعية ساحرة بين الأم و رضيعها حيث كشفت آخر الدراسات أن الرابط بين الأم المرضع و طفلها تكون مميزة و قوية أكثر. 

* يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية اللازمة للصغير حتى أنه مهما تطورت التكنولوجيا لم يتمكنوا من صنع نفس التركيبة الغنية للحليب الطبيعي، و قد وجد العلماء أن هذه التركيبة تتغير بما يحتاجه كل رضيع، فسبحان الله، توجد مستقبلات على مستوى الثدي تتحسس اذا كان لعاب الرضيع يحتوي على جراثيم او بكتيريا مضرة فالاشارات المرسلة إلى المخ تنتج كمية معتبرة من الأجسام المضادة لذلك المرض بالذات و تنقله للصغير عبر حليب أمه. 

و على الرغم من أن الرضاعة شيء مقدس و مهم الا انه يجب أن ينتهي عند مرور وقت معين...

فطام الرضاعة الطبيعية:

 المفروض أن الإرضاع نظريا يتوقف عندما يبلغ الرضيع عامين من العمر و هذا ما قاله العزيز الجبار في كتابه العزيز و  و بما أن قوله الحق فالدراسات تؤكد أن حليب الأم بعد العامين او اي حليب أخر لا يعتبر غذاء كامل للصغير بل يتوجب على الأم ادماج الاكل تدريجيا منذ الشهر السادس. 

*  الفطام عملية صعبة فقطع ذلك الارتباط بين الأم و صغيرها يجب أن يكون تدريجيا حتى لا يصاب كل منهما بالضرر، قللي عدد الرضعات تدريجيا حتى لا يتحجر الحليب في صدرك فذلك مؤلم جدا و حتى لا يتأذى صغيرك نفسيا فتعوده على الرضاعة يجعل الانقطاع عنها أمر صعب التنفيذ

* توجد بعض الأدوية التي تقطع انتاج الحليب ولكنني لا انصح بها دعي كل شيء يمر بسلاسة. 


في الاخير، الأم المرضع كائن عظيم، تحتمل كل ذلك السهر و النوم المتقطع بالإضافة إلى مهامها الكثيرة الأخرى، انت أم جبارة لا تدعي أحدا يقنعك بأن ماتفعلينه عادي...