-->

الأم المثالية و التوحد

 تجربتي مع التوحد


من علي الله بأروع أولاد في الدنيا، رزقني بابنتي شذى الياسمين و من ثم تيم و الآن لؤي (غيث)، هم زينة الحياة الدنيا كيف لا و هو قول العزيز في كتابه الطاهر،
 تختلف التربية من طفل إلى آخر فلكل شخصيته التي يولد بها و مهارته التي ينميها و لكل منهم سرعة تطور خاصة به، 
لم أجد يوما مشكلة مع ابنتي في ما يخص مهارتها العقلية او الجسمانية فقد انقلبت على بطنها و هي في عمر الأربعة(4) أشهر و حبت في السادس(6)، مشت في التاسع(9) و تكلمت في العام(12 شهرا) و لله الحمد،




بداية الحكاية:

اما صغيري تيم فحكاية أخرى، لم يتعبني الحمل به، مرت 9 أشهر و كأنها 9 أيام، حتى ولادته كانت طبيعية سلسة و بدون مشاكل الى أن مرت الرقابة الطبية قبل مغادرتي المستشفى و قد تهامست الطبيبة و القابلة، لم أفهم شيئا و كدت أجن حتى وجدتها تأتيني برسالة مفادها انه يجب أن أعرض رجله على طبيب عظام، أمسكت الرسالة و الحزن يملأ أوصالي أدعو الله أن يمر كل شيء على خير...

لم أستطع الانتظار كنت انظر إلى صغيري و اتمنى ان يمضي الوقت سريعا كي أعرضه على أخصائي، الجميع نظر إلى رجله و لم يتبين أحد أين المشكلة إلا أن قلب أي أم لن يكون مطمئنا حتى يخبرها طبيب بذلك...الطبيب لم يجد اي مشكلة و استمر بامهالنا كل مرة حتى وصلنا 8 أشهر عندها أكد لنا الطبيب أنه بخير و أنه لا يوجد تشوه على مستوى رجله، ابني مشى في الشهر الحادي عشر(11)، اي قبل عامه الأول بشهر، كان طفلا مميزا بابتسامه الساحرة، كان يتجاوب مع كل محيطه إلى أن قارب العامين(24 شهرا) من عمره و تغير كل شيء إلى الأسوء و حسبي الله و نعم الوكيل...



الأخصائية الأرطفونية:

منذ أن بدأ المشي، بدأت المشاكل، يجب الا يحدث ضجة تلك كانت أسبابه، بدأنا باعطائه الهاتف الذكي وليتني منعت ذلك، المهم في ذلك الوقت الا يحدث جلبة عندما يمشي، انبهر صغيري بالشاشة و استمر بدخول ذلك العالم المظلم، لم يفصله عن عامه الثاني سوى شهر كان ابني لا يتواصل مع أحد غير تلك الشاشة اللعينة، لا ينتبه إلى اسمه و لا ينطق حرف، دق ناقوس الخطر قلب الأم و قلب الأم لايخيب ابدا، أردت عرض طفلي على أخصائي أرطفوني،

لم يحبذ احد الفكرة و استمر الجميع بقول انه بخير و انه سيحين وقته كي يتكلم كباقي الصغار.

أخذته بعدها إلى أرطفونية و تلك كانت أكبر صدمة في حياتي لقد قامت بمعاينته، تحدثت معه لكنه لم يكن يبالي أو ينظر إليها رأت ما لم نر نحن، أمارات و دلائل ان عقل ابني على وشك الغرق في الفراغ، تلك الهوة بين الواقع و الخيال...

علامات الاصابة بالتوحد:

توجد الكثير من العلامات التي تدل على أن ابنك مصاب بالتوحد و هي تختلف من طفل الى اخر في شدتها و نوعها، فصغري مثلا
* لا يعرف اسمه فهو لا ينتبه او يلتفت اذا ناداه أحد.
*رفرفة اليدين و هو ما لم ننتبه اليه مطلقا.
*اصدار صوت خاص بعالمه الذي يبنيه لنفسه مثلا: مممممممم،لالاالالالاالا،اي اي اي اي.
*الوقوف على رؤوس أصابع قدميه.
*عدم التواصل البشري سواءا بالعينين أو غيرها.
*الغضب و القلق من أتفه الأمور و خاصة اذا أبعدناه عن أي شاشة، يجب على كل أم أن تنتبه الى أدق التفاصيل.

انه التوحد:



او كما وصفتها أنه يقف على حافة الانهيار، طفلي لم يكن متوحدا و لكنها صنفته انه من 'أطفال الشاشة' و بأنه يمكن انقاضه اذا تم العمل بسرعة، لملمت بقايا قلبي  المحطمة المبعثرة و اخذت العهد على نفسي أن أنقذ طفلي،

 في ذلك اليوم اطفأت كل شاشة في المنزل، بكى، أصابته نوبة غضب لكني لم استسلم، أصبحت أتحدث اليه كثيرا و أشركه معي في أعمالي، اشترى له والده ألعاب التنمية الاجتماعية، لم يكن الأمر سهلا كما يبدو، كان يصاب بنوبات غضب تجعله يعض اخته و يرمي نفسه من أي مكان و أمام أي أحد، لم أحرج، كنت دائما أتمالك أعصابي لأن علاج صغيري كان أهم من أي شيء، 

التوحد المكتسب:

مرض طفلي لحسن الحظ كان مكتسبا و تم اكتشافه باكرا، لذلك تمكنا بعد جهد جبار من انقاض ما يمكن انقاضه، أدخلته الروضة حتى يتمكن من الاختلاط بأطفال في مثل سنه، شيئا فشيئا صغيري الغالي تكمن أخيرا من الكلام ليس مفهوما كثيرا و إنما لا بأس به كبداية، الان و هو في سن الثالثة يستطيع تركيب جملة صحيحة و يحب اللعب مع أقرانه و يندمج مع أي شخص كان و مهما كان غريبا بالنسبة اليه، مازال علي العمل و الاجتهاد من أجله لكن كبدايه انا على الطريق الصحيح و الحمد لله...


الأم المثالية و التوحد:

الخلاصة أن التوحد المكتسب يمكن علاجه اذا تم تشخيصه في الوقت المناسب، لا تستمعي إلى أي أحد في ما يخص صحة صغارك قلب الأم و ما ادراك ما قلب الٱم، حاربي الجميع و أنقذي طفلك أبعديه عن الشاشة، هي مرض العصر، اتلفت عقول صغارنا، فأصبحنا نسمع بآفات لم يكن لها وجود فيما مضى

طرق الوقاية من التوحد المكتسب:

* انت ملزمة بأن توفري لصغيرك كل الوقت الذي يلزمه ليكون سويا ،مستعدا لمجابهة أخطار هذه الحياة، ساعة أمام الشاشة ندمها يطول كل العمر.
* الاطعمة الطازجة تلعب أيضا دورا مهما في تجديد خلايا المخ، اليقطين، الجوز، العنب المجفف، الكثير الكثير من الاطعمة الصحية البديلة لرقائق البطاطا والاندومي و الأكلات المعلبة المسرطنة.
* امدحي طفلك شجعيه على أن يكون نفسه على ان يكتسب الصداقات الجيدة و كيف يحافظ عليها،
* علميه كيف يعتمد على نفسه و يستقل بذاته،
* كوني له مرجعا للأخلاق الحسنة، فالطفل كالورقة البيضاء يمكنك كتابة ما تشائين عليها و ان كانت هذه الجملة مبتذلة... 





التوحد ليس مرضا و إنما خلل يمكن أن يصيب اي طفل و لكن ليس كل توحد يمكن شفاؤه مع ان اخر الدراسات تؤكد ان 70 ٪ من مصابي التوحد هم أطفال شاشة تم اكتشاف اصابتهم بعد فوات الأوان، اعتني بطفلك

شاركينا تجربتك