الأم المثالية و التنمر
طفلي و التنمر
ان غريزة الامومة المغروسة في قلب كل أم مثالية تقتضي ان تحمي هذه الأخيرة صغارها من كل خطر حتى لو عنى ذلك تعريضها لكل الام العالم، الأم بطبعها حامية تسخر كل طاقاتها لابعاد أطفالها عن ما يحدث في هذا العالم من أفات اجتماعية كانت او نفسية.
و مع سرعة التطور الهائل الذي يحدث في هذا الكون لم يعد بالإمكان الألمام بكل المصطلحات الغريبة التي تطلق كل يوم في منصات التواصل الاجتماعي.
فإذا كنتي لا تعرفين شيئا عن التنمر اقرئي المقال حتى الاخير...
مصطلح التنمر:
بالمختصر المفيد و بدون الدخول في التفاصيل التنمر هو ايذاء أشخاص لاخرين سواءا بدنيا او نفسيا، لفظيا أو حتى الكترونيا...ربما لا يبدو ذلك خطيرا جدا لكن إذا وقع على بعض الضعفاء فقد يصبح كارثة.
التعرض للتنمر:
اذا كنت أما حريصة فسوف تلاحظين ان صغيرك يتعرض للتنمر، قد يرجع من المدرسة و عليه آثار جانبية من عراك او ضرب قد يتمكن من الدفاع عن نفسه اذا كان مستعدا لذلك لكن في معظم الحالات المنتمر يكون أكثر استعدادا،
ففي وقتنا الحالي التمكن من ممراسة رياضة تدافع عن النفس مطلوب كالكاراتي و الجيدو و غيرها...دعي صغيرك يتقن ذلك للدفاع فقط و ليس لشيء اخر علميه ان ايذاء الآخرين منقلب اليه لا محالة فاليوم ظالم و غدا ضحية، لا يقتصر التنمر كما قلنا على الايذاء البدني
التنمر النفسي:
فقد يتجاوزه إلى النفسي و هو الاصعب، اذا كان طفلك نشيطا و حيويا و قد انطوى فجأة على نفسه لا تظني بأنها مرحلة عمرية و تنتهي ابحثي عن السبب، كوني تلك المحققة التي لا تتنازل الا و حلت اللغز، اسئليه فإن ابى الإجابة حاولي التقرب اليه لا تدعي كل شيء للصدفة، ف مستقبل صغيرك و شخصيته على المحك.
مواصفات المتنمر:
ان هذا اللقب لا يليق ان يلتصق بشخص لديه هذه العيوب، يمكن أن نقول المتوحش المعقد لكن كلمة متنمر اظنها لطفت من الموضوع، لا يمكن أن يكون التنمر الا:
* شخصا معاقا اجتماعيا فمعظم المتنمرين يعانون من أمراض نفسية قد لا تكون خطيرة عليهم بقدر ما هي خطيرة على غيرهم،
* ناقصا من ناحية معينة او من عدة نواحي و يريد تعويض ذلك النقص بازدراء الآخرين فالغبي يحسد الذكي و يرى ان به عيبا و السمين يرى النحيل قاصرا فيدميه و الكثير من الأمثلة التي يكون في الغالب عكسها صحيح
* مختالا متفاخرا بنفسه يرى الآخرين ذلة و هو الادهى و الاذكى و قد يصل إلى حد المرض بجنون العظمة فتجده يستهزي بأي سخص اقل منه مستوى في اي مجال كان
* طفلا بريئا لم يجد من يوجهه ومن يزرع في قلبه الصغير رحمة، فيجب على كل أم تحمل مسؤولية كون صغيرها طفلا متنمرا.
طفلي متنمر:
لا يمكن لأي أم في العالم ان تعترف أن ابنها يؤذي الآخرين و لو كان حتى لفظيا فالكلمة يمكن أن تكون سلاحا اكثر من غيرها اشياء، اذا اتتك شكاوى ان ابنك يؤذي أبناء آخرين لا تكوني محدودة التفكير مباشرة ضعي نفسك في الطرف الآخر، ماذا لو آتاك صغيرك باكيا بأن أحدا سخر من نظاراته التي يلبسها رغما عنه لان بصره ضعيف، ماذا لو اتتك ابنتك و قد التصقت العلكة بشعرها لمجرد انه مجعد، عندها فقط ستشعرين بكل أم يحصل لصغيرها كل يوم أذى يؤثر على تكوين شخصيته فقد يرفض بعض الاولاد الرجوع إلى المدرسة لمجرد ان زميلهم المتنمر ضحك من لباسه الرث او الممزق، و قد يصل في الحالات الشاذة الى حد الانتحار.
المتنمر طفل عنيد حاولي قدر المستطاع ان تعرفي سبب الفعل لتقومي بردة الفعل ففي الغالب يكون التصرف نابعا من محيطه الذي أنت فيه، لا تيأسي، اعرفي الخلل و عالجيه، اذا كان يؤذي آخرين فهو حتما تعرض للأذى انها حلقة مفرغة يجب الغوص فيها عميقا،
علاج التنمر:
بما ان التنمر يعتبر سلوكا اجتماعيا غير سوي و ليسا عيبا وراثيا او خلقيا فهو حتما قابل للعلاج، و في هذه الحالة يجب على الطرفين ان يتقبلا ما يعرض عليهما من مساعدة ،فإذا كان صغيرك الطرف الجاني فيجب عليك كأم :
* معرف السبب الأساسي لهذا السلوك فقد يكره ابنك الأذكياء و يزدريهم ربما لأنك دائما ما تحسينه بأنه أقل شأنا من ابن فلان الذي يتوفق دائما في دراسته او انك تنبهرين بلون بشرة صديقة ابنتك و تتسائلين أمامها لماذا لم يكن لديها الحظ لتكون مثلها، انها ابسط الأمور التي تحصل يوميا فمراجعة خفيفة لتصرفاتك قد تتفاجئين أين يكمن الخلل.
* عالجي النقص الذي يجعله يعتدي على أقرانه، تحدثي اليه دعيه يفضي إليك بمكنونات قلبه عندها فقط سيشعر بالراحة و لن يكون عليه إخفاء كل ذلك العداء بايذاء الاخرين.
* عاقبيه و بدون تردد، فإن أحس بالذنب و أقر به فذلك سيكون بداية مششجعة لان ينتهي من تنمره.فإن ضحك من زميله لانه لا يملك حذاءا لماعا فاحرميه من حذائه و ان كان ذكيا بالقدر الذي يظن انه يملك فسوف يغير من سلوكياته.
اما اذا كان صغيرك المجني عليه فعليك كأم :
* ان تحرصي كل الحرص الذي في العالم ان يكون لطفلك شخصية قوية مميزة لا تهزها اي سخرية فاذا كانت ابنتك ذات شعر مجعد فعلميها انها مميزة و ليس بالضرورة ان تملك كل بنات العالم شعرا حريرا،
* حب الذات و لكن ليس للدرجة الخطرة أكيد ،أحبيه بكل ما فيه فاذا احب صغيرك نفسه فلن يؤذيه اي تنمر،
* كما ذكرنا سابقا رياضة تعلمه الدفاع عن نفسه ليست فكرة سيئة، فالطفل الرياضي سيكون واثقا من نفسه و لن يشعر بالخوف من مواجهة اي تحد من قبل أي شخص كان
الخلاصة ان المتنمر شخض أضعف مما يبدوا اعلمي ان لديه نقطة ضعف خاصة تجعله يخفيها بكل ذلك العنف الذي ييديه، فما عليك إلا إسدال الستار عن ذلك العيب و لن يكون بإمكان اي شخص التنمر عليك
إرسال تعليق