-->

تجربتي مع الاجهاض

ما هو الاجهاض و كيف تتفادينه ؟ 





تتمنى كل أم أن يتمم حملها بخير منذ ما وضع الجنين في رحمها فهي تنتظره كل تلك المدة لتراه على مايرام و بصحة و عافية حتى أنها تتحمل كل مراحل الحمل من وحم و ثقل و وهن لتأتي بعدها الولادة سواءا كانت طبيعية أو قيصرية إلا أنها تتجاوزها بكل حب من أجل فلذة كبدها…لكن أحيانا تشاء الأقدار غير ذلك و لا تمر تلك المرحلة بسلام للأسف الشديد…

فما هو الإجهاض؟

ما هي الأسباب التي تؤدي الى الاجهاض؟

هل يمكن تفادي الاجهاض و ما هي الاحتياطات اللازمة لذلك؟

 سرد تجربتي الشخصية مع الاجهاض.


 تعريف الإجهاض:

الإجهاض عامة هو إنهاء الحمل قبل أن يصل الجنين إلى مرحلة يمكن أن يعيش فيها خارج الرحم بنجاح،وهذا يحدث عادة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل على شكل نزيف أو الام شديدة في البطن و الظهر و هناك عدة أسباب للإجهاض، بما في ذلك التشوهات الجنينية، والمشاكل الصحية للأم، وظروف اجتماعية ونفسية. يتم تصنيف الإجهاض إلى نوعين رئيسيين: الإجهاض الطبيعي والإجهاض الصناعي.

أنواع الاجهاض:

الإجهاض الطبيعي يحدث عندما ينقطع نمو الجنين بشكل طبيعي ويتم استبعاده من الرحم بدون تدخل طبي، من الجدير بالذكر أن الإجهاض الطبيعي يكون غالبًا نتيجة لمشكلة جنينية أو مشكلة صحية للأم.
أما الإجهاض الصناعي، فيتم تنفيذه باستخدام إجراءات طبية أو جراحية لإنهاء الحمل، تشمل الطرق الشائعة للإجهاض الصناعي الإجهاض الطبي بواسطة الأدوية والإجهاض الجراحي.

أما اذا اردنا التحدث عن أسباب الاجهاض بالتفصيل فيمكن أن نلخصها في النقلط التالية:

أسباب الاجهاض:

الأسباب الطبية:

مشاكل صحية للأم: 

بعض الأمراض والحالات الصحية المزمنة للأم مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة البروتين في البول أو مشاكل في الجهاز المناعي يمكن أن تزيد من احتمالية الإجهاض.

1. السكري: النساء اللواتي يعانين من مرض السكري (السكري من النوع 1 أو 2) يمكن أن يكون لديهن مخاطر أعلى للإجهاض، ارتفاع مستوى السكر في الدم قد يؤثر سلبًا على الحمل وصحة الجنين.
2. ارتفاع ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يزيد من مخاطر الإجهاض والمضاعفات خلال الحمل لأن ارتفاع ضغط الأم يمكن أن يصيب ايضا في حالات كثيرة الجنين بالاضافة للحمى فمعظم الأمهات اللاتي يتعرضن الى درجة حرارة مرتفعة أثناء الحمل يجهضن.
3. مشاكل في الجهاز المناعي: الأمراض المناعية مثل مرض الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الحمل وتزيد من احتمالية الإجهاض.
4. الأمراض المزمنة: بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والكلى والأمراض التنفسية المزمنة يمكن أن تكون لها تأثير سلبي على صحة الحمل وزيادة احتمالية الإجهاض.
5. الأمراض النسائية: مشاكل في الرحم مثل تضخم عضلة الرحم، الرحم المقلوب أو تكيسات في المبايض و التهاب الرحم  قد تؤدي بشكل مباشر إلى الاجهاض.
6. العوامل الوراثية: في بعض الحالات، قد تكون هناك عوامل وراثية تجعل الأم أكثر عرضة للإجهاض خصوصا اذا كان تاريخ حمل والدتها أو جدتها أو نساء العائلة الأقرب مليء بالاجهاضات.
7. مشاكل في هرمونات الحمل: و التي تعتبر أيضا من المشاكل الصحية للأم لأن التوازن الهرموني غير الصحيح يمكن أن يسبب مشكلات في الحمل ويؤدي إلى الإجهاض ك:

- نقص هرموني الاستروجين و  البروجستيرون:اللذان يلعبان دورًا هامًا في الحفاظ على الحمل وتطور الجنين فإذا كان هناك خلل في  نسبة أي منهما، قد يحدث الإجهاض.
- ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين: هرمون البرولاكتين(هرمون الحليب) الزائد يمكن أن يؤثر على الحمل ويسبب مشاكل في الدورة الشهرية و بالتالي حدوث تأخر في الحمل  أو إجهاض مبكر.
- اضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية: اضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (فوق النشاط) أو نقصه (تحت النشاط)، يمكن أن تؤثر على الخصوبة وزيادة احتمالية الإجهاض في كل مرة تحمل فيها الأم.
- مشاكل في هرمون الكورتيزول: اضطرابات في هرمون الكورتيزول قد تكون مصدرًا لمشاكل في الحمل والإجهاض.

التشوهات الجنينية:

 يمكن أن تكون هناك تشوهات جنينية تؤدي إلى عدم قدرة الجنين على النمو والتطور بشكل صحيح، مما يؤدي إلى الإجهاض، كتوقف النبض أو حدوث حمل فارغ أي كيس جنيني بدون جنين أو غيرها…

فالتشوهات الجنينية هي تغيرات غير طبيعية في هيكل أو وظيفة الجنين أثناء نموه في الرحم، يمكن أن تكون هذه التغيرات ظاهرة على المستوى الجسدي، مثل تشوهات الأعضاء أو الأنسجة، أو على المستوى الوظيفي، مثل مشاكل في الجهاز القلبي أو الجهاز العصبي.

أسباب التشوهات الجنينية:

التشوهات الجنينية يمكن أن تنجم عن مجموعة متنوعة من الأسباب التي قد تكون وراثية وتنتقل من الوالدين إلى الجنين، يمكن ايضا أن ينجم جنين مشوه قابل للاجهاض نتيجة لبويضة أو حيوان منوي مشوهان حيث تتسبب هذه التشوهات في إجهاض طبيعي أو تحفيزي بإجراء إجهاض اصطناعي و يمكن أن تتفاوت خطورة هذه التشوهات بشكل كبير لتحتاج إلى تقييم طبي دقيق.

الأسباب البيئية:

قد يصعب تخيل هذا لكن لهذه العوامل أهمية بالغة في حدوث الاجهاض مثل:

العوامل البيئية السامة:

تعرض الأم للمواد الكيميائية الضارة  كمبيدات الحشرات والملوثات البيئية الصناعية كالزئبق و الرصاص أو التعرض للاشعاعات يمكن أن يؤثر على صحة الجنين ويسبب الإجهاض المبكر للأم و حتى ان اكتمل الحمل قد يؤدي الى تشوهات خطيرة للمولود.


التغذية والنظام الغذائي:

التغذية غير السليمة  سواءا بزيادة أو نقصان كنقص بعض العناصر الغذائية الأساسية كالفيتامينات الأساسية و المعادن  و العادات السيئة كشرب الكحول، المخدرات أو حتى التدخين  يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة  للأم و الجنين و تؤدي لا محالة الى الاجهاض.

الأسباب النفسية:

الضغوطات والتوتر النفسي: 

الإجهاض يمكن أن يكون مرتبطًا بالضغوط النفسية الشديدة والتوتر، وخاصةً في الحالات التي تكون الأم فيها معرضة لظروف صعبة أو ضغوط نفسية كبيرة و يشمل ذلك مشاكل زوجية أو مشاكل في العمل…

الصدمة النفسية:

تحدث الصدمة النفسية عندما تتعرض الأم لتجربة صادمة مثل فقدان فجائي لشخص مقرب أو حادث مروع، تلك التجارب يمكن أن تؤدي إلى تغيرات نفسية وجسدية تؤثر على الحمل وتزيد من احتمالية الإجهاض.

اضطرابات الصحة النفسية:

الاكتئاب والقلق واضطرابات الصحة النفسية الأخرى يمكن أن تؤثر على الحمل، فتحدث تغييرات في الهرمونات فالتوتر النفسي المرتبط بالاضطرابات النفسية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل الاجهاض.

هذه بعض الأمثلة العامة على الأسباب الطبية والعوامل البيئية والنفسية التي يمكن أن تلعب دورًا في حدوث الإجهاض، لكن هل يمكن حقا تفادي الاجهاض؟

الاحتياطات اللازمة لتفادي الاجهاض:

بالطبع، يمكن تفادي الإجهاض في العديد من الحالات عبر اتخاذ الاحتياطات واتباع الرعاية الصحية اللازمة خصوصا في المراحل المبكرة من الحمل مثل: 

1. الاهتمام بالصحة الشخصية:

أولاً وقبل كل شيء، يجب على الأم الاعتناء بصحتها الشخصية. ذلك يتضمن:

تناول غذاء صحي: يجب أن تتناول المرأة وجبات متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن، وخاصة حمض الفوليك، الذي يساهم في تجنب تشوهات الأنبوب العصبي للجنين و يقي من الاجهاض المبكر.
ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني المنتظم يساهم في تعزيز اللياقة البدنية وصحة القلب خصوصا اذا كانت الأم من ممارسي الرياضة قبل فترة الحمل.
الامتناع عن التدخين وتجنب الكحول والمخدرات 
الحفاظ على وزن صحي: السيطرة على الوزن والابتعاد عن السمنة المفرطة يمكن أن يساهم في الحفاظ على صحة الحمل و تجنب الاجهاض.
تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة: يجب تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة والملوثات البيئية التي قد تؤثر سلبًا على الحمل و تؤدي الى الاجهاض.
التخطيط الجيد للحمل: التخطيط للحمل في الوقت المناسب يمكن أن يزيد من فرصة الحمل الناجح ويقلل من مخاطر الإجهاض.

الصحة الشخصية تشمل أيضا الصحة النفسية: حيث يجب على الأم تجنب القلق و التوتر و كل ما قد يساهم في خربطة هرموناتها مع الحصول على النوم الكافي و عدم اجهاد عقلها بالتفكير السلبي.

2. الرعاية الصحية المنتظمة:

الاعتماد على الرعاية الصحية المنتظمة: من الضروري زيارة الطبيب بانتظام أثناء الحمل للفحص والمتابعة الدورية.

اتباع إرشادات الطبيب: يجب على المرأة الالتزام بتوجيهات الطبيب المعالج واتخاذ الأدوية والعلاجات المناسبة إذا كانت مطلوبة.

المراجعة الدورية للتحاليل الطبية: التحاليل الدورية يمكن أن تساهم في اكتشاف أي مشكلة صحية مبكرًا وتوجيه العلاج اللازم.

تجنب بعض الأدوية: بعض الأدوية قد تكون ضارة أثناء الحمل،لذلك ممنوع تناول أي دواء أو أعشاب قبل التحدث الى الطبيب.

التوعية بأسباب الإجهاض: التعرف على أسباب الإجهاض ومخاطره يمكن أن يساهم في تجنبه.

مراجعة تاريخ الحمل السابق: إذا كنت قد خضعت لإجهاض سابق، أو اجهاضات متكررة قد يكون من المفيد مناقشة هذا الموضوع مع طبيبك لتحديد الخطوات اللازمة لتجنبه في المرة القادمة.

و بغض النظر عن الاحتياطات المتخذة فالإجهاض في بعض الحالات  لا يمكن تجنبه. لذلك،اذا قدرحصول هذا فيمكنك اتباع بعض الخطوات للاعتناء بنفسك بعد الاجهاض

كيف نعتني بأنفسنا بعد الاجهاض؟

بعد الإجهاض، يمكن أن يكون هناك الكثير من العواطف والجوانب الجسدية والنفسية التي تحتاج إلى العناية، بالطبع تختلف كل أم عن الاخرى في تعاملها مع الوضع لكن إليك بعض النصائح العامة للعناية بنفسك بعد الإجهاض:

1. العناية الجسدية:

- قد تحتاجين إلى فترة من الراحة بعد الإجهاض، اسمحي لنفسك بالوقت اللازم للشفاء الجسدي.

- حافظي على تناول وجبات متوازنة ومغذية لدعم جسمك أثناء الشفاء، تجنبي الأطعمة المعالجة واهتمي بتناول الفواكه والخضروات.

- بعد استشارة طبيبك، قد يكون تدريجيًا العودة إلى الأنشطة البدنية المعتدلة مفيدًا للشفاء البدني والنفسي.

-  قومي بزيارة طبيبك للمتابعة وضمان أن جسمك يتعافى بشكل صحيح، قد يقترح طبيبك اختبارات إضافية أو إجراءات تأكيدية.

- اعتني بالنظافة الشخصية جيدا، احرصي على الاستحمام بشكل منتظم و استخدمي منتجات صحية وملابس نظيفة ومريحة.

2. العناية النفسية:

- يجب التركيزعلى الصحة العقلية  بعد الإجهاض،حيث  يمكن أن تكون هناك مشاعر معقدة مثل الحزن والخيبة، تحدثي مع من تثقين بهم أو ابحثي عن دعم نفسي للتعامل مع هذه المشاعر.

- لا تخفي مشاعرك، حاولي التحدث مع زوجك أو مع من تثقين بهم عن أفكارك،عن الالام التي أصابتك،اذا كان يساعدك البكاء فابكي لا تذعي مشاعرك السلبية تتراكم لتصبح شيئا سيئا في المستقبل كالاكتئاب و غيرها من الامراض النفسية.

- إذا كانت مشاعر الحزن والضيق تستمر لفترة طويلة وتؤثر على حياتك اليومية، قد تكون مشورة محترف نفسي مفيدة لمساعدتك في التعامل مع هذه العواطف.

- اعطِ نفسك الوقت الكافي للتأقلم مع الوضع، وإذا كنت تفكرين في محاولة حمل مرة أخرى في المستقبل، استشري طبيبك حول متى يمكن أن يكون ذلك مناسبًا.

- رغم صعوبة الأمر، حاولي دائما التفكير في الجوانب الإيجابية من حياتك وما تملكينه من دعم وفرص أخرى اما للانجاب ثانية أو اذا كنت أما سلفا فهو أمر يستحق المحاربة من أجله.

تعتبرتجربة كل أم تعرضت للاجهاض فريدة من  نوعها و تختلف من أم الى اخرى حسب عدة جوانب، أما عن تجربتي الشخصية للاجهاض فكانت مؤلمة جسدبا و نفسيا الى حد سواء و الحمد لله على حال.




تجربتي مع الاجهاض:

أن تنجبي ثلاثة أطفال ولادة طبيعية و بدون مشاكل، لن تخمني أبدا أنك ستتعرضين لهكذا موقف عند الحمل بالطفل الرابع و لكن يشاء القدرغير ذلك، اذ انه و بعد حمل شهرين بدأت تظهر علامات و اعراض الاجهاض كنزيف صغير و بعض الالام على مستوى البطن الا انني رجحت أنه من التعب و الارهاق و لم اتصل بالطبيب و هذه الغلطة الاولى لذلك أؤكد دائما على التصرف مبكرا، توقف النزيف بعد يومين و عاد للظهور مجددا و لكن بشكل اقوى عندها اتصلت بطبيبتي، طلبت مني القدوم فورا لاجراء فحص و للأسف الشديد تبين من الفحص أنني أتعرض للاجهاض و أن نبض الجنين قد توقف…لم أتقبل الفكرة مطلقا و انهرت ببكاء غريب مع أن هذا الحمل لم يكن مخططا له أصلا، الا أن مشاعري كانت معقدة في تلك اللحظة و تعقدت أكثر عندما لم أجد الدعم المناسب " لديك ثلاثة أطفال ماذا ستفعلين بالرابع ".

أعطتني الطبيبة مهلة أسبوع للتأكد من عدم وجود نبض الجنين و ان تأكد هذا فسنبدأ في اجراءات الاجهاض الصناعي بتناول بعض الادوية و ضرب حقن على مستوى الحوض و هذا ما تم ، بعدما تأكدت أنني اتعرض للاجهاض لا محالة عند اخذي لرأي طبي ثاني و ثالث،

المشكلة التي وقعت أن الجنين لم يسقط و أن النزيف توقف لمدة تزيد عن الاسبوعين حتى بدأت الوساوس تدب في أعماقي و ان هناك خطأ و أن الجنين على ما يرام، في هذا الوقت لجأت بغباء الى مواقع التواصل الاجتماعي و بناءا على رأي أمهات أخريات أعطيت لنفسي الأمل مجددا بأن الجنين حي بعدما قمت بتناول جميع المشروبات و الأعشاب المجربة من قبلهن للاجهاض و لا جديد.
استمر الحمل الفاسد لمدة شهر و نصف و هي مدة طويلة جدا ليبقى فيها هكذا حمل داخل الرحم لأن مع مرور وقت أطول سيصبح حملا ساما و يمكن أن يؤدي الى أمراض خطيرة بالنسبة للأم، لهذا لجأت الى طبيب رابع أكد لي بأن الحل الوحيد و الأخير يكمن في شرب "أقراص السيتوتاك" لأن الوقت قد نفذ حرفيا و يجب تدخل جراحي في أقرب فرصة اذا لم يحدث لي اجهاض…

حبوب السيتوتاك ممنوعة لذلك اضررت لشرائها من السوق السوداء، اتبعت توجيهات الطبيب بالحرف الواحد، أخذت الأقراص و تمددت على السرير و كلي خيبات أنتظر أن يفارقني صغيري الى الأبد و قد بدأتني الام حادة على مستوى البطن و بدأ النزيف مجددا لكنه أقوى بمراحل ظللت أتحمل ظننا مني أن كل شيء سيكون بخير الا أن النزيف استمر بصورة غير طبيعية حتى صرت أعجز عن الوقوف لأنني أتعرض لدوار شديد.

في اليوم التالي اصطحبني زوجي الى القابلة التي نصحتني أن أذهب الى المستشفى لأن النزيف غزير و الجنين لم يجهض بعد، أصبت بالاحباط لأن بعد كل تلك الالام و الدماء لم يزل صغيري متشبثا بي رغم أنه فارقني منذ ما يزيد عن الشهر و النصف، عند وصولي الى المشتشفى انتبه الجميع الى لون وجهي شديد الصفار و أنني لا أقوى على الحراك فاتجهوا بي مباشرة الى طبيبة النساء و التوليد التي لم تكمل فحصي و أصبح الجميع يركضون في كل الاتجاهات و يحضرون امورا لا اعلم ما هي….أصبت بالذعر و سألت الممرضة "ما الذي يحدث؟؟" ، أجابتني:" يجب ان تخضعي حالا الى اجهاض صناعي أو ما يسمى "الكيرتاج" ، أنت في حال حرجة و اذا استمر النزيف هكذا لمدة ساعة اخرى فحياتك في خطر، لقد تبين أنني أخذت جرعة زائدة و أن هذا الدواء خطير جدا و يجب تناوله في المستشفى تحت اشراف أطباء…. 

لا أستطيع وصف تلك الالام الجسدية و النفسية، تلك الاحاسيس الجياشة التي لازمتني طوال العملية و تذكرت قول احداهن:" ألد ألف مرة و لا أجهض مرة" ، حتى سمعت صوت الطبيبة تطمئنني،" أنت الان بخير و ستظلين بالمستشفى حتى تستطيعين الوقوف من دون دوخة و ستأخذين العلاج عبر الوريد" في تلك اللحظة بالذات أقسم أنني لم أعرف ماذا او من أكون ، لا ادري ان كنت سعيدة لأنني أخيرا أجهضت أو لفراقي صغيري الذي لم أخطط لوجوده لكن وجوده أشعل دفئا في قلبي حتى تمنيته و انتظرته بشغف، لا أعلم هل يجب أن أخرج من المستشفى لأن صغاري ينتظرونني أم يجب أن أعطي لنفسي و جسدي الحق في التعافي، 
 
لقد مرت بسلام، و أنا أحمد الله ليل نهار على نعمه الكثيرة، و أنا ممتنة لكل ما حدث لأن كل شيء يحدث لسبب…

الاجهاض تجربة صعبة، أسأل الله أن يعوض كل أم و أن ينزل السكينة على قلبها لكي تتقبل مصابها و تستمر في الحياة من اجل نفسها و من أجل محبيها الذين كانوا في هذه المحنة سندا…