-->

تجربتي الأولى في عالم الأمومة

 

تجربتي الأولى


عندما كنت شابة لطالما اعتنيت بأبناء العائلة جميعا، كنت أسر كثيرا عندما يطلبون مني ذلك ، و كأن قلب الأم زرع في جسدي قبل أن أكون أما
منذ أن جاءت صغيرتي لم أعرف طعما للراحة كل ما كان يواسيني تلك الرائحة العطرة، سبحان الله، و كأنها الشفاء لكل تعب، انظر إليها و إلى عذوبتها فتتبخر كل تلك الآلام

أصبحت أما:

و لكن مهلا، ليس الأمر بتلك السهولة، في البدايات عندما اعتنيت بالصغار كان ذلك يشعرني بسعادة ليس كمثلها مثيل، كنت اشم رائحتهم و اتوه فيها بكل ما في الكلمة من حب، كنت اتوق جدا لكي انقل كل ذلك إلى صغيري انا، ابني، إلى قطعة من روحي و قد حصل... أصبحت اما و للمرة الأولى لم أصدق ان ذلك الجسد الصغير لي، بقيت ليلتي كاملة اتأملها و اتحسس يديها و وجهها الملائكي، اشمها و اضمها برفق، لم اقبلها خوفا عليها مع انني كنت انغمس في تقبيل اولاد الآخرين هههه... ولكن عندما عدت إلى المنزل، تغير الكثير

العودة إلى الواقع:

تعلمت درسي،أن تعتني باطفال الأخرين ليس تماما كالاعتناء بصغارك انت،
 في الماضي عندما اتعب كنت انادي والدة الطفل عن سبق اصرار و ترصد و اعيد إليها مسؤوليتها كاملة، لكن اليوم على من انادي؟؟! انا وحدي وسط هذا الكم الهائل من المسؤوليات التي لا تنتهي، لا راحة، لا توقف، لا انتظار،

اما النوم فتلك قصة حزينة اخرى




طفلي الذي لا ينام:

 لم أكن من الأشخاص المحبين للنوم ولكنني لم أكن انام لأنني اريد ذلك أما أن أكون مجبرة على الاستيقاظ فهذا ما يجعل الأمر صعبا، ابنتي لم تكن تنام ابدا و كانت العائلة تطمئنني انه سوف يتغير روتين نومها بعد الأربعين، فصبرت، و تخطيت الأربعين و الشهر و الشهرين و هي لاتزال على تلك الحال، أصابني الارق و تحولت فجأة من تلك الام الحنونة الشغوفة التي ظنت انها ستكون 'الأم المثالية' في هذا العالم إلى أم نكدية ينقصها التركيز...

لم أعد اتذكر أين وضعت الأشياء و كلما صرخت كنت اتذمر و اهمهم في داخلي 'ماللذي تريدينه الان!؟؟'، حقا اهذه انا، ا هذه هي نفس الفتاة التي كانت تعتني بصغار العائلة اجمع، أين السبيل إلى الراحة كيف استطيع ان اغمض جفناي حتى لدقيقة من الزمن، النجدة!!!!!!
صغيرتي لم تكن تنام حتى بلغت عامين من العمر، هل تصدقين شخصا لم يكن ينام لساعتين متتاليتين مدة عامين ان يبقى سليم العقل و الجسد؟!!

 انت تتسائلين الان و لماذا اسمع هذه القصة، اريد الحلول، فصغيري لا ينام أيضا، إليك هذه الصدمة، الحل هو الصبر، الصبر و فقط لانه يبدو أن هناك صغارا لا ينامون و يجب عليك التأقلم مع هذا، حاربت الجميع مدة ليست سيئة من الزمن فهم ارادوني ان اعطيها شروبا منوما و لكنني رفضت بشدة، و هناك من نصحني بالرقية الشرعية و قد فعلت، و تابعت العديد من المختصات في الموضوع و جربت كل الطرق حتى أن والدها كان يأخذها في جولة بالسيارة في منتصف الليل، لم ينفع شيئ، اما و هي الآن على أعتاب الأربعة سنوات فأنا أجد صعوبة في ايقاضها صباحا، اتصدقن ذلك، لذلك ان كان طفلك هكذا، فتحلي بالصبر و شدي ازرك و الله المعين،

شاركينا تجربتك