-->

الأم المثالية و الولادة الطبيعية و القيصرية

 الولادة الطبيعية و القيصرية

تمر الأم في مرحلة الحمل بعدة تغيرات جسمانية و نفسية و يجب عليها تقبل هذه التحولات كإجراء مفروض عليها لتتمكن من استقبال صغيرها على أكمل وجه... 

و اذا كان يجب التحدث عن الولادة فيجب التطرق إلى المرحلة التي قبلها و هي الحمل و نتيجتها الحتمية فيما بعد و هي الولادة. 

الأم المثالية و الحمل:

ينتج الجنين في الحالات الطبيعية نتيجة تلقيح حيوان منوي لبويضة في رحم الأم و بعد عدة انقسامات يتكون الجنين داخل رحم الأم ليمر بعدها بعدة تطورات مهمة يتشكل خلالها الجنين الكامل بعد 38 أسبوعا حتى 40 أسبوعا (9 أشهر) ليكون مستعدا للخروج إلى هذا العالم و قد تمر فترة الحمل بخير و بدون تعقيدات لتسهل الولادة الطبيعية للجنين، اما اذا كانت هناك تعقيدات فيجب التدخل من أجل ولادة قيصرية... 



فمتى يجب أن تقرر الأم اذا كانت تريد ولادة طبيعية او ولادة قيصرية؟؟ 

و هل فعلا القرار في اختيار طبيعة الولادة يعود إليها؟؟

و هل هناك طرق تجعل الولادة الطبيعية سهلة و ما الذي يجب فعله لتلد الأم طبيعيا؟؟ 

هل الولادة الطبيعية أفضل من الولادة القيصرية؟؟ 

سنجيب على كافة هذه التساؤلات في هاذا المقال فالولادة تجربة فريدة من نوعها و بالرغم من كل تلك الآلام تجد الأم تتقبلها  و كل ذلك في سبيل رؤية تلك الروح الصغيرة بين يديها. 

الولادة الطبيعية: 

منذ الأزل كانت دائما الولادة الطبيعية  هي الولادة الشائعة لا بل الوسيلة الوحيدة للولادة، فالولادة الطبيعية تتم من دون تدخل جراحي حيث يتم خروج الجنين من المهبل عندما يقضي المدة اللازمة لتتكون جميع أعضائه فيستطيع التنفس و العيش دون صعوبات و قد تحدث في بعض الحالات النادرة ولادة مبكرة دون أن يتم الجنين فترة 9 أشهر لكن على الرغم من قصر المدة فإن بعض الأجنة تعيش بعد قضائها فترة في الحضانات الاصطناعية. 



ولكن حاليا لكي تتم الولادة طبيعيا توجد في البلدان الغربية مؤسسات و جمعيات خاصة تشجع و تعلم الأمهات كيفية الولادة الطبيعية على الرغم من أن العديد من أمهات اليوم يفضلن الولادة القيصرية على الولادة الطبيعية... 

فوائد و مميزات الولادة الطبيعية: 

إن اسمها يدل عليها فهي الطريقة الطبيعية للولادة حيث يتم خروج الجنين بعد اكتمال نموه من المكان الذي يفترض أن يخرج منه الا و هو المهبل و بما أنها لا تتطلب تدخل جراحي ا كقص العجان الا في الحالات النادرة فالولادة الطبيعية مميزة بأنها فطرة الله سبحانه و تعالى بالإضافة إلى أن

* الولادة الطبيعية تتم دون اللجوء الى المخدر فالحكمة تكمن  في آلام الولادة. 

* بمجرد حدوث الولادة الطبيعية تتلاشى تقريبا جميع الآلام و هنا تكمن المعجزة، فمعظم الأمهات الاتي ولدن طبيعيا يستطعن العودة إلى حياتهن العادية بعد أقل من ثلاث ساعات من الولادة الطبيعية. 

* الولادة الطبيعية ليست مفيدة للأم و حسب بل للرضيع أيضا حيث تسطيع الأم التي تلد طبيعيا ارضاع طفلها بمجرد خروجه للحياة على عكس الولادة القيصرية التي تنتظر الأم على الأقل ثلاثة أيام قبل بداية الرضاعة الطبيعية. 

* الولادة الطبيعية تعزز العلاقة و توطدها بين الأم و الرضيع 



* تكسب الابن المناعة من خلال اكتسابه البكتيريا المفيدة أثناء مروره عبر المهبل. 

* تسطيع الأم إعادة تأهيل شكل جسمها فيما يخص بروز بطنها بمجرد مرور وقت لا بأس به بعد الولادة الطبيعية دون الحصول على ندبات الجراحة التي تخلفها الولادة القيصرية. 

فإذا كان يجب على الأم الاختيار بين الولادة الطبيعية و الولادة القيصرية فيجب عليها النظر في جميع الاحتمالات فحتى لو كانت الولادة الطبيعية هي الأفضل من عدة نواحي فلها مخاطرها... 

مخاطر الولادة الطبيعية:

 حيث كانت العديد من الأمهات تلاقي حتفها كنتيجة رئيسية لصعوبات تحدث أثناء الولادة الطبيعية، و قد كانت صعوبات الولادة الطبيعية غير معلومة نظرا لعدم تطور التكنولوجيا في الازمنة الغابرة. 

* ممكن حدوث نزيف حاد لا قدر الله يؤدي إلى تعرض الأم لمخاطر جسيمة. 

* قد تحدث تغيرات عديدة في اللحظة الأخيرة عند حدوث الولادة الطبيعية كالتفاف الحبل السري على رقبة الجنين مما يجعل من الصعوبة خروج الجنين بسلاسة. 

* معظم أمهات العالم الثالث و خاصة الأمهات لأول مرة لا يعرفن الطريقة الصحيحة للولادة الطبيعية بحيث لا يوجد مؤسسات او منظمات تساعد الأمهات على تعلم كيفية الدفع عند الاستلقاء على سرير الولادة مما يصعب عمل القابلة و قد يؤدي ذلك إلى تعقيدات كثيرة. 

* في حالة إصابة الأم بالبكتيريا الضارة على مستوى المهبل قد يتعرض الجنين للعدوى عند ولادته طبيعيا و لذلك فبعض التحليلات الطبية للصغير مهمة جدا بعد الولادة. 

لذلك اذا كنت من الأمهات الاتي تواجهن هاجس الخوف من آلام الولادة الطبيعية أو من حدوث اي مفاجآت في الدقيقة  الأخيرة فأظن أنه في العصر الحديث أصبح من الممكن للأم الاختيار بين طبيعة الولادة التي تريدها هل هي ولادة طبيعية او ولادة قيصرية، مع أن هذه الأخيرة ليست أهون ولا أسهل من الولادة الطبيعية فالكثير من أمهات اليوم يتجنبنها و يتجهن إلى الولادة القيصرية هربا من الآلام الرهيبة و لا يدركن أن للولادة القيصرية مخاطرها أيضا... 



مخاطر و مساوئ الولادة القيصرية:

* التخدير الموضعي او الكلي قبل الولادة القيصرية له أعراضه التي لا تختفي بمجرد خروج الجنين بل على العكس قد يطول مداها إلى سنوات عديدة. 

* آلام الولادة الطبيعية أهون من الآلام التي تعصف بكل أم بعد النهوض من عملية الولادة القيصرية حيث تجتمع معظم الامهات على أن آلام الوقفة الأولى بعد الولادة لا تحتمل لشدتها. 

* الولادة القيصرية ليست عملية سهلة كما يظن البعض بل يجبر الجراح على احداث 7 فتحات على مستوى البطن حتى يصل إلى الجنين. 

* قد تتعرض الأم أثناء الولادة القيصرية إلى التعرض إلى البكتريا الضارة على الرغم من أن غرفة العمليات تكون معقمة إلا أن في بعض الأحيان تحدث الأخطاء الطبية التي تكلف الكثير. 

* لا يستطيع صغيرك الاستفادة من حليبك الا بعد خروجك من غرفة العمليات اي بعد قضائك يومين او ثلاث أيام في المستشفى و لندعو الا يكون قد تعود في هذه الفترة على الرضاعة الصناعية حيث تجد العديد من الأمهات الاتي ولدن قيصريا صعوبة في إعادة نظام الرضاعة الطبيعية إلى صغارهن. 



* فترة النقاهة للولادة القيصرية تطول عنها في الولادة الطبيعية حيث لا تستطيع الأمهات إخفاء ندبات الجراحة بسهولة الا اذا كانت عملية الولادة تحت إشراف جراح تجميلي. 

* تنصح الأم التي ولدت قيصريا بالانتظار مدة عام على الأقل حتى يمكنها الحمل و الولادة مجددا لتجنب حدوث اي تعقيدات على مستوى العملية الاولى في حين يمكن للأم التي تلد طبيعيا أن تحمل بعد الأربعين يوما من النفاس مع أنني لا أنصح بذلك...فلنفسك عليك حق. 

* قد يحدد لك الطبيب عدد الولادات اذا كانت جميع ولادتك قيصرية فلا تتعدى الاربع ولادات في عمرك كله كأم، و يمكن للولادة الطبيعية ان تتجاوز هاذا الرقم بكثير...لكن للأسف بالرغم من أن جميع المعطيات تدل على أن الولادة الطبيعية أفضل من الولادة القيصرية مما يجعل اي أم تختار الولادة القيصرية على الولادة الطبيعية شيئا محزنا للغاية ،أما إذا كان ذلك مفروضا عليها و هو ما يحدث لعدة اسباب مثل:

الأسباب التي تفرض على الأم للولادة القيصرية:

* حدوث تعقيدات أثناء الحمل كأن يظهر التصوير بالأشعة أن الحبل السري ملتف حول رقبة الجنين مع أن بعض الأطباء أجمعوا أنه سبب غير كافي للجوء للولادة القيصرية. 

* وضعية الجنين في الأشهر الأخيرة غير مناسبة للولادة الطبيعية كأن يكون الجنين في وضعية الجلوس او عدم هبوط رأس الجنين إلى الحوض لاستعداده للخروج. 

* إصابة الأم بأمراض مزمنة تجعل من الولادة الطبيعية تشكل خطر عليها كالاصابة بداء السكري او ارتفاع ضغط الدم. 

* إصابة الأم أثناء فترة الحمل بأي نوع من الميكروبات او حدوث تسمم بالحمل او كما يسمى ارتفاع نسبة البروتين في البول يجعل من الولادة القيصرية أولوية قصوى لحماية الأم و الجنين. 

* نقص حاد في مياه الجنين مما يجعله عرضة للاختناق ما يسرع اللجوء إلى العملية القيصرية و هاذا ما يحدث عادة في الأشهر الأخيرة من الحمل. 

*  عدم انفتاح عنق الرحم طبيعيا و تجاوز الفترة المسموح بها لحدوث الولادة الطبيعية. 

في الاخير، الولادة القيصرية يجب أن تكون دائما الحل البديل في حالة حدوث أية تعقيدات قد تعرض حياة الأم و الجنين إلى الخطر فيما عدا هذا فالولادة الطبيعية تعتبر الأفضل و توجد العديد من الخطوات التي يمكن للأم القيام بها لتسهل ولادتها طبيعيا نذكر منها:

طرق تسهل الولادة الطبيعية:

* القيام بجميع النصائح التي يقدمها لك طبيبك يمكن أن تصنع الفرق في مرور فترة الحمل دون تعقيدات و بذلك التوجه للولادة الطبيعية بإذن الله. 

* المشي المتكرر عند الوصول إلى الشهر التاسع يسهل الولادة الطبيعية. 

* العمل في المنزل يكون بوضعية القرفصاء و ذلك لتهيئة الحوض على الاتساع. 

* أكل التمر فيه حكمة كبيرة حيث يعتبر من المسهلات للولادة الطبيعية. 



* وضع تحميلات شرجية او مهبلية تصفها لك طبيبتك تستعمل لتليين جدار الرحم استعدادا للولادة. 

* عمل ماساج للحلمة ابتداءا من الشهر الثامن حتى يحفز الثديين على انتاج الحليب و هذا يكون دليل كافي حتى يهيأ جسدك نفسه للولادة. 

* كثرة السجود، سبحان الله، تؤدي إلى زيادة سرعة الدورة الدموية و مساعدة الجنين على النزول إلى الحوض بطريقة سليمة لحدوث الولادة الطبيعية. 

* الاعتناء بصحتك طيلة فترة الحمل لتجنب حدوث اي تعقيدات مع قرب موعد الولادة. 



الخلاصة أن الأم تبقى أما سواءا ولدت طبيعيا او قيصريا و مهما كان اختيارها في طريقة رؤيتها لصغيرها فهي تتحدى كل شيء في هذه الحياة لتتمكن من رؤية أطفالها بخير و على خير.